مؤسسة "التعليم في السجون الأجنبية"
في توفير فرص تعلّم اللغة الهولندية عن بعد للمواطنين الهولنديين المحتجزين في الخارج، حيث تتولى الإشراف على هذا البرنامج من داخل هولندا.
يعد التعليم أحد العوامل الهامة لمنع أو الحد من فرصة تكرار السلوك الإجرامي. لهذه الغاية، تتعاون مؤسسة “أيبت” عن كثب مع مكتب السجناء الهولنديين في الخارج التابع لدائرة المراقبة والسفارات والقنصليات الهولندية في الخارج من أجل توفير فرص التعليم للسجناء و المحتجزين في الخارج. كما تتواصل المؤسسة أيضاً بشكل كبير مع مختلف المؤسسات التعليمية وناشري الوسائل والبرامج التعليمية.
في جميع أنحاء العالم، تطلب مؤسسة “أيبت” الإذن من إدارات السجون والسلطات القضائية للموافقة على إدخال المواد التعليمية المرسلة من “أيبت”، والتعاون معها لفائدة السجناء الهولنديين. في هذا الصدد، تتلقى المؤسسة بانتظام الثناء من السلطات المحلية والأجنبية لتوفيرها هذا النوع من الرعاية للمحتجزين الهولنديين. و بفضل هذه الجهود، تمكن حوالي 200 شخص هولندي مسجون في الخارج من متابعة البرامج التعليمية التي تناسب خلفيتهم وقدراتهم خلال السنوات الأخيرة.
لمحة عامة
يوجد ما يقرب من (2600) هولندي محتجزين في سجون خارج هولندا، والتي تنتشر في جميع أنحاء العالم و تتوزع على أكثر من 90 دولة. تتراوح مدة احتجاز هؤلاء السجناء بين بضعة أسابيع أو شهور في بعض الأحيان، وقد تمتد في أحيان كثيرة لعدة سنوات، وأحياناً أخرى لعقود. جميع هؤلاء الأشخاص يعودون إلى هولندا بعد انتهاء فترة محكوميتهم، حيث يترتب عليهم البدء بحياة جديدة خارج قضبان السجن. في بعض الأحيان يتطلب من البعض منهم أعادة بناء حياتهم بالكامل إلى حد ما.
يتولى مكتب السجناء الهولنديين في الخارج التابع لدائرة المراقبة من خلال التنسيق مع السفارات الهولندية المعنية، توجيه هؤلاء الأشخاص أثناء قضائهم فترة السجن ومساعدتهم في الاستعداد للعودة و الاندماج في مجتمعنا الهولندي.
وفقاً للأمم المتحدة والمجلس الأوربي، يحق للسجناء – تماماً مثل المواطنين الأحرار – الحصول على فرص متساوية للتعليم.
يُعرف التعليم التكيفي، بمعنى آخر بكونه: التعليم الذي يتناسب مع الخلفية (التعليمية) والإمكانيات والطموحات والآفاق المستقبلية لهؤلاء السجناء. وهذا يعني أن التعليم يجب أن يكون باللغة التي يتقنها السجين: لغة الوطن الأم للسجين. بمعنى ملموس، يعني ذلك توفير التعليم باللغة التي يتقنها المحتجزين في الخارج.
أن سلطات السجون مسؤولة عن منح السجين الفرصة لممارسة هذا الحق. الواقع فيما يتعلق بالسجناء الأجانب فأن هذا الأمر يكاد أن لا يتحقق في أي مكان. من شأن ذلك أن يحد من من فرص تحضير السجين لإعادة الإدماج في المجتمع بعد انتهاء فترة محكوميته. كما أنه يكاد يكون مستحيلاً توفير التعليم باللغة الخاصة لأكثر من 40 جنسية في بعض الأحيان من السجناء المقيمين في السجون. لإحداث تغيير في هذا، يلزم تعاون مكثف بين السلطات والمنظمات في جميع البلدان (الأوروبية). سوف يتعين على موطن المحتجز بعد ذلك أن يقدم التعليم بلغته لمواطنيه المحتجزين في بلد آخر. بدأنا نلمس مثل هذا التعاون لكنه لسوء الحظ، يسير ببطء.
فيما يتعلق بالسجناء الهولنديين في الخارج، فقد بادرت مؤسسة “التعليم في السجون الأجنبية ” منذ 15 عاماً، و بالتعاون مع وزارتي العدل والشؤون الخارجية الهولندية إلى توفير فرص التعلّم عن بعد باللغة الهولندية. يقتصر هذا البرنامج بالطبع على أولئك المهتمين والمتحمسين لاتباع هذه الطريقة في التعلّم خلال فترة وجودهم في السجون الأجنبية من أجل تحسين مستقبلهم، وإمكاناتهم للمشاركة و الاندماج في المجتمع الهولندي (أفضل مما كان عليه الحال قبل اعتقالهم أواحتجازهم).
ما يميز أسلوب عمل مؤسسة “أيبت” هو أن شكل ومحتوى الدورات والإشراف التعليمي مصممان بالكامل للأوضاع الخاصة التي يعيشها الطلاب المستهدفين أثناء أقامتهم في السجن حيث تؤثر جميع أنواع القيود على حياتهم اليومية. في كل دولة وفي كل (إدارة) سجن هناك قواعد مختلفة يتم اتباعها فيما يخص الأشياء التي يجوز أو لا يجوز إدخالها إلى السجين. لهذا السبب، يتم دراسة كل حالة على حدة، فيما إذا كانت المواد التعليمية تحتوي أو لا تحتوي على أغلفة صلبة، أو على حلقات التغليف السلكية ، أو أذا كانت تتضمن محتوى صوتي أو مرئي ( أقراص مضغوطة أو أقراص دي في دي) أم لا. و ما إذا كان جائزاً استلام بعض المواد المستخدمة في الدراسة مثل أقلام الرصاص (الملونة)، والألوان المائية، و الفرجال المدبب، والآلة الحاسبة، وما إلى ذلك. لذلك، فأن حزمة المناهج التي ترسلها “أيبت” إلى المواطن الهولندي المحتجز في الخارج تتضمن مواد ملائمة للشروط المحدة من قبل تلك الدولة و كذلك ظروف ذلك المحتجز.
و نظراً لأن المحتجزين لا يمتلكون في العادة أي أموال، يتم أيضاً إرسال مظاريف الإعادة البريدية الدولية المجانية إليهم لكي يتمكن المحتجز من إرسال الواجب المنزلي لاغراض المراجعة و التقييم من دون أن يكون مضطراً لدفع تكاليف البريد. و يتم تصميم إرشادات الواجبات المنزلية أيضاً حسب ظروف المحتجز في الخارج، عندما لا توجد إرشادات متاحة في موقع الاحتجاز. لا يتم فحص الواجبات المنزلية فحسب، بل يتم أيضاً تقديم المشورة الدراسية والدعم المعنوي من أجل تمكين المحتجز من مواصلة الدراسة في ظل هذه الظروف الصعبة.
ومن المميز أيضا أن (إيبت) لا تعمل بمفردها لتحقيق كل ذلك، بل أنها تنسّق عن كثب مع مختلف المؤسسات التعليمية في هولندا، و مع مكتب السجناء الهولنديين في الخارج ضمن دائرة المراقبة والسفارات والقنصليات الهولندية في أي مكان في العالم. بالإضافة إلى ذلك، حصلت المؤسسة على الإذن و بدأت التعاون مع المديريات وسلطات السجون في جميع أنحاء العالم لتسليم المواد الدراسية في السجون و تسهيل استلام و تسليم الواجبات المنزلية ذهاباً وإياباً.